وكالات - الكاشف نيوز: تعود عجلة الدوري الألماني إلى الدوران اليوم الجمعة بمباراة قمّة عندما يحل باير ليفركوزن حامل اللقب ضيفاً على بوروسيا مونشنغلادباخ.
اعتدنا في المواسم الماضية أن نجد انطلاقة الـ"بوندسليغا" روتينية عادية، بعدما هيمن بايرن ميونيخ على اللقب 11 موسماً متتالياً مع منافسة "خجولة" من الخصوم. لكنّ هذا الموسم سيكون مختلفاً، لأنّ البطل ليس العملاق البافاري، بل ليفركوزن الذي فاجأ الجميع وأنهى موسم 2023-2024 من دون هزيمة في مسابقتي الدوري والكأس.
ولا تبدو مهمة بايرن سهلة إطلاقاً هذا الموسم، لهذا ستكون الأنظار متجهة إلى هذا الدوري من جديد لمعرفة هوية البطل في النهاية... فمن سيُنافس عملاق ألمانيا هذه المرّة؟
بايرن مع مدرب بلا خبرة
يدخل بايرن ميونيخ منافسات الدوري الألماني بقيادة مدرب جديد ألا وهو البلجيكي فينسنت كومباني، خلفاً للألماني توماس توخيل الذي ترك منصبه بعد موسم صفري.
الجميع خائف من مصير بايرن بقيادة كومباني، ليس لأنه مدرب جديد يخوض تجربة جديدة، بل لأنه مدرب شاب (38 عاماً)، ولا يمتلك الخبرة الكافية لتولي مهام فريق ينافس على كل الألقاب الممكنة في كل موسم.
عزّز البافاري تشكيلته بعدد من اللاعبين المميّزين، مثل الجناح الفرنسي الشاب مايكل أوليز والمدافع الياباني هيروكي إيتو ولاعب الوسط البرتغالي جواو بالينيا المركز المفقود في بايرن منذ فترة، مع عودة الظهير الكرواتي جوسيب ستانيسيتش من الإعارة. لكن لا ننسى أنه تخلى في المقابل عن خدمات المدافع الهولندي الصلب ماتيس دي ليخت والظهير المغربي نصير مزراوي.
كومباني سيكون أمام امتحان صعب، والأنظار كلها متجهة إليه، وأي تعثر يضع الفريق في خطر هذا الموسم سيُطيحه سريعاً خارج قلعة "أليانز أرينا".
ليفركوزن للحفاظ على اللقب
في المقابل، سيكون باير ليفركوزن تحت الضغط هذا الموسم، لأنّ الدفاع عن اللقب أصعب من تحقيقه. ورغم أنّ تشكيلة ليفركوزن لم تتغيّر كثيراً عما كانت عليه في الموسم الماضي، حيث حافظت إدارة النادي على معظم النجوم المتألقين أمثال الألماني الشاب فلوريان فيرتز والظهير الهولندي جيريمي فريمبونغ ولاعب خط الوسط السويسري غرانيت تشاكا، إلا أنّ الحفاظ على المستوى ذاته للعام الثاني توالياً سيكون معقداً.
أثبت ليفركوزن أنه لا يزال قادراً على المنافسة من خلال مباراة كأس السوبر الألمانية أمام شتوتغارت، عندما عاد في الدقائق الأخيرة وعادل النتيجة قبل أن يُحرز اللقب بركلات الترجيح، وهو الأمر الذي اعتاد أن يفعله الموسم الماضي في مختلف المسابقات بقيادة المدرب الإسباني المحنّك تشابي ألونسو.
ينتظر ألونسو الكثير من العمل للتفوّق مجدداً على العملاق الغاضب بايرن ميونيخ.
دورتموند... "أنا موجود"
من جهته، يبحث بوروسيا دورتموند عن العودة إلى المنافسة الشرسة على اللقب الغائب عن خزائنه منذ موسم 2011-2012، ويريد هذه المرّة مجاراة البافاري وليفركوزن في المقدّمة، وليس مجرّد البحث عن مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.
يخوض "الجراد الأصفر" الموسم الجديد بقيادة مدرب شاب أيضاً وهو التركي الألماني نوري شاهين (35 عاماً)، ابن دورتموند والذي دافع عن ألوانه كثيراً في مسيرته الكروية.
كما هي حال كومباني مع بايرن، كذلك شاهين مع دورتموند، إذ إنه مدرب جديد لم يُختبر مع أندية كبرى ولا في بطولات أوروبية مهمة، حيث درب سابقاً نادي أنطاليا سبور التركي بين 2021 و2023.
دعّم النادي الأصفر صفوفه بلاعبين جيّدين مثل المهاجم الهداف الغيني سيرهو غيراسي بديل الألماني نيكلاس فولكروغ المنتقل إلى نادي وست هام يونايتد الإنكليزي، بالإضافة إلى المهاجم الألماني ماكسيميليان باير ومواطنه المدافع فالديمار أنتون والألماني الآخر لاعب خط الوسط باسكال غروس. لكن في المقابل، خرج الألمانيان ماركو رويس وماتس هوملز (لاعب وسط مهاجم ومدافع توالياً) بعد انتهاء عقديهما مع النادي الأصفر.
تدعيمات دورتموند تُعتبر جيّدة، لكن هل هي كافية للمنافسة على اللقب بوجود بايرن وليفركوزن وبقيادة مدرب شاب جديد لا يعرف النادي "خيره من شره" بعد؟
شتوتغارت ولايبزيغ لإجراء المحاولة
أما شتوتغارت ولايبزيغ (الثاني والرابع توالياً في الدوري الموسم الماضي)، فيبحثان عن تحقيق مفاجأة كالتي حققها ليفركوزن الموسم الماضي.
لا يبدو شتوتغارت بعيداً من المنافسة، حيث ظهر بصورة مميّزة في مباراة كأس السوبر الألمانية أمام ليفركوزن، بغياب هدافه المنتقل إلى دورتموند غيراسي، وتدخّل بدوره في سوق الانتقالات مستقدماً بعض الأسماء في مختلف المراكز مثل المهاجمين الألماني دينيس أونداف والبوسني إرميدين ديميروفيتش.
وسيُحاول شتوتغارت جاهداً أن يتفوّق على الخصوم بقيادة المدرب المميّز سيباستيان هونيس (42 عاماً)، الذي كان مطلوباً في فترة من الفترات من العملاق البافاري.
بدوره، يتطلع لايبزيغ لمواصلة تألقه المحلي والضغط على المنافسين في قمة الترتيب من أجل إحراز اللقب للمرّة الأولى في تاريخه.
إلا أنه سيُعاني كثيراً بعد مغادرة نجمه الإسباني داني أولمو إلى نادي برشلونة الإسباني، إذ يصعب تعويض هذا اللاعب الذي قاد منتخب بلاده لإحراز لقب يورو 2024، خصوصاً أنّ النادي الألماني لم يُجرِ صفقات كبرى هذا الموسم. لكن ما يشفع له، هو تمديد إعارة الهولندي المتألق تشافي سيمونز موسماً إضافياً، الأمر الذي سيُساعده ولو قليلاً على المستوى التهديفي.
إذاً يبدو أنّ أصحاب المراكز الأولى لن يتغيّروا كثيراً عن الموسم المنصرم، ورغم أنّ ليفركوزن هو من يحمل الـ"بوندسليغا" ويُدافع عنه، لكن يبقى السؤال هو نفسه: من سيُنافس بايرن ميونيخ؟ لأنّ البافاري يبقى المرشّح الأوفر حظاً، أقله نظرياً ومنطقياً.