وكالات - الكاشف نيوز: أُسدل الستار على المباراة الأهم في المنطقة العربية خلال شهر أيلول (سبتمبر) الحالي، ونجح الزمالك في أن يكون بطلها بعد أن قدم واحدة من أجمل مبارياته خلال الفترة الأخيرة، إن لم تكن الأجمل، متفوّقاً على الغريم التقليدي الأهلي الذي لم يقدم ما يجعله يستحق التتويج بلقب كأس السوبر الأفريقية، وخسارته للموسم الثاني توالياً.
خطة مشابهة وفارق التطبيق
بدأ السويسري مارسيل كولر المباراة بخطته المعتادة (4-3-3)، ولم يُحدث أي مفاجآت في تشكيلة الأهلي من البداية، بل احتفظ بالقوام الأساسي الذي اعتمد عليه في آخر مباراتين للفريق في دوري أبطال أفريقيا أمام جورماهيا الكيني. في المقابل، استقر البرتغالي جوزيه غوميز على الاعتماد على الخطة عينها، ولكن بإحداث بعض التغييرات، خصوصاً في وسط الملعب، بتواجد دونغا كلاعب إرتكاز يعاونه عبد الله السعيد الذي يُجيد اللعب في مركز رقم 8 و10 بالتبادل مع ناصر ماهر، مما أعطى الفريق الثقل المطلوب في وسط الملعب ومكنه من السيطرة عليه منذ الدقائق الأولى، ومنح له القدرة على قطع الكرات مع الضغط الجماعي على حامل الكرة، خصوصاً على اللاعب إمام عاشور الذي يُعد حلقة الوصل بين الخط الخلفي والأمامي للأهلي، ما منع وصولها إلى وسام أبو علي الذي ظل وحيداً في الأمام من دون وصول الكرة إليه.
ولم تكن خطة غوميز تعتمد على لاعبيه فقط، بل أنه أغلق مفاتيح اللعب للمارد الأحمر، بالحد من خطورة الظهيرين يحيى بن عطية الله ومحمد هاني، ثم عمر كمال لمنع تقدم زيزو وشلبي، مع إجبار جناحي الأهلي على التراجع من أجل مساندة الظهيرين في ظل خطورة جناحي الزمالك ومهاراتهما.
وبالرغم من أنّ خطة غوميز كانت مغامرة كبيرة بترك المساحات الخلفية في ظهر الفريق، إلا أنّ أهلي كولر لم يتمكن من استغلال هذه الثغرة سوى مرّة واحدة عندما حصل أكرم توفيق على ركلة جزاء، سددها اللاعب وسام أبو علي، وجعل فريقه يتقدم بهدف، ولم يستغل المارد الأحمر تقدمه من أجل إحراز الهدف الثاني بعد تراجع الزمالك وانهيار اللاعبين نفسياً بسبب احتساب ركلة الجزاء، حيث كان يحتاج إلى الضغط العالي والهجمات السريعة، إلا أنّ عدم ظهور عاشور والشحات وأبو علي في مستواهم الفني الكامل لم يمكن الفريق من ذلك وانتهى الشوط الأوّل بتقدم الأهلي بهدف، وفوز غوميز فنياً على كولر.
رغبة الفوز وذكاء غوميز
كان يُنتظر أن يُجري كولر بعض التغييرات لتجديد دماء الفريق، خصوصاً الثنائي إمام عاشور وحسين الشحات، إلا أنه استقر على الحفاظ على التشكيلة، وبالرغم من تقدم الأهلي، إلا أنّ تفوّق الزمالك ظهر أكثر بالشوط الثاني ورغبته في إدراك التعادل مع تراجع غير مبرّر من جميع اللاعبين إلى حدود المنطقة. ومع مرور الوقت، بدأ ذكاء البرتغالي غوميز في الظهور بالدفع بالصفقات الجديدة واحداً تلو الآخر وسحب الجزيري وناصر ماهر بعد تراجع مستواهما، مما أعطى للفارس الأبيض القوّة الهجومية المطلوبة مع اهتزاز دفاعات المنافس والحارس الذي كاد أن يتسبب في هدفين نتيجة أخطاء فردية وعدم ثبات.
وظهر في المقابل ضعف دكة البدلاء لدى الأهلي بعد فشل التبديلات في إحداث أي فارق في أداء الفريق الذي كان متراجعاً ويحاول الحفاظ على هدف التقدم من دون زيادة الفارق، ووجود شعور بأنّ المباراة قد حُسمت بالفعل، بينما أبدى لاعبو الفارس الأبيض رغبة أكثر في الفوز حتى تمكن عمر جابر من استغلال خطأ فادح من الوافد الجديد يحيى بن عطية الله وقدم عرضية إلى ناصر منسي الذي سجل هدف التعادل في أوّل لمسة له للكرة عقب نزوله، لينتهي اللقاء الذي انتصر فيه غوميز فنياً، وأنصفته ركلات الجزاء الترجيحية التي فاز فيها الفريق 4-3، مؤكداً أنّ كرة القدم تحترم فقط من يحترمها، ليتوّج الزمالك بلقب كأس السوبر الأفريقية للمرّة الثانية على حساب الأهلي، والخامسة في تاريخه.