وكالات - الكاشف نيوز: كشف سفير إيران في لبنان، مجتبى أماني، الأربعاء، الملابسات التي أحاطت بتفجيرات أجهزة النداء (البيجر) التي وقعت في لبنان وأسفرت عن سقوط قتلى وآلاف الجرحى، وكان هو من ضمن المصابين في العملية.
وقال أماني في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء: إن "حزب الله اشترى أجهزة الاستدعاء، لكنها لم تستخدم لأغراض عسكرية"، وفق ذكرت وكالة إرنا الإيرانية.
وأضاف: "في لبنان لا يوجد شيء اسمه إنذار أحمر على غرار ما هو موجود في إسرائيل للإنذار العام. وقد تم تسليم هذه الأجهزة أيضا إلى المتاجر وأصحاب المتاجر ومديري المدارس وحتى المدارس الإيرانية".
وبشأن إصابته تحدث أماني قائلا: "تم تصميم أجهزة النداء بحيث يمكن أن تلحق الضرر باليدين والعينين والوجه، لقد أصبت أيضا في نفس هذه النواحي الثلاث تقريبا".
وأردف: "كان الجانب الأيمن من وجهي أكثر تضررا، لقد تضررت عيني اليمنى، لكن رؤيتها ظلت محفوظة، كانت عيني اليسرى أقل تضررا ويبدو أنها تعود إلى حالتها الطبيعية، تحتاج عيني اليمنى إلى مزيد من الوقت للوصول إلى قدرتها السابقة، كما أن هنالك إصابة في أصابع يدي (اليسرى)".
وعن كيفية إصابته قال السفير الإيراني: "كان الجهاز في مكتبي وتم إرسال رسالة بها صفارة خاصة تختلف عن الصفارات السابقة، ظهرت رسالة تقول: "لديك رسالة مهمة، اضغط على هذا الزر"، كان جهاز النداء في يدي اليسرى وعندما ضغطت على الزر بيدي اليمنى حدث الانفجار".
وأوضح: "أدركت من شدة الانفجار أن هذا الانفجار لم يكن قوياً بما يكفي لإلقائي بعيدا، في تلك اللحظة، جاء إلي زملائي وذهبت إلى المستشفى بنفسي، كانت الساعة 15:30 بعد الظهر، وحتى الليل، أجريت لي عمليتان جراحيتان في عيني ووجهي، ثم تم نقلي إلى طهران مع بعض المصابين".
وقال أماني: "لقد ظن الكيان الصهيوني أن هذه الضربة كانت قاتلة لدرجة أنها يمكن أن تقصم ظهر حزب الله والمقاومة في لبنان، هذه الضربة كانت في الواقع ضربة قاتلة لكن المقاومة اللبنانية خرجت من هذه الحالة مرفوعة الراس، الضربة التي أراد نتنياهو توجيهها بهذا الخبث وجريمة الحرب باءت بالفشل".
وأشار السفير الإيراني إلى أنه فيما يتعلق بطريقة توفير هذه الأجهزة فإن: "عدة دول أوروبية متهمة بالضلوع في هذا العمل حينما مرت بها وتم زرع المتفجرات فيها".
وأضاف: "هنالك رواية أخرى تقول أن كل حمولة أجهزة الاستدعاء تم تبديلها على متن سفينة وقام الكيان الصهيوني بتغيير بوليصة الشحن بنفس المواصفات واستبدل هذه الأجهزة بنفس الحالة.. عملت هذه الأجهزة لفترة، وأخيرا، انفجرت يوم 17 سبتمبر".
وتابع أماني: "أصل أجهزة النداء تايواني المنشأ، كما أعلن التايوانيون أنه تم التلاعب بهذه الأجهزة في دول أوروبية".
وأكمل السفير الإيراني: "حزب الله كان دائما حريصا على شراء هذه الأجهزة من دول معينة، بالإضافة إلى ذلك، كانت قوانين لبنان وقوانين الترددات المحلية مؤثرة أيضا، لاستيراد الأجهزة التي تحتوي على موجات إلكترونية، يجب تسجيلها لدى وزارة الاتصالات اللبنانية حتى لا تتداخل تردداتها".
ونفى أماني شراء هذه الأجهزة من إيران مضيفا أن "استخدام المتفجرات والمواد العسكرية في الأجهزة ذات الاستخدامات المدنية محظور ويعتبر جريمة حرب، وهذه جريمة ارتكبها الصهاينة، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الجهاز مصمم لأغراض المعلومات فقط".
وتابع: "لم يستخدم عناصر حزب الله هذه الأجهزة أبدا لاغراض عسكرية، وهذا الادعاء غير صحيح، وكان استخدامها المدني واسع النطاق للغاية، أنا لست شخصا عسكريا، لقد أُعطي لي هذا الجهاز للإخطار في حالات الطوارئ".
وبين أنه: "حتى بين القتلى والجرحى في هذه الحادثة كان هناك نساء وأطفال، مما يدل على أن الناس العاديين كانوا يستخدمون هذه الأجهزة أيضا. وبطبيعة الحال، تم تفخيخ هذه الأجهزة بحيث تنفجر تلقائيا بعد بضع ثوان من وصول النداء حتى في حالة عدم الاستخدام".