أخر الأخبار
أبرز معارضي أردوغان يصل إلى بغداد بدعوة من المالكي
أبرز معارضي أردوغان يصل إلى بغداد بدعوة من المالكي

بغداد-الكاشف نيوز

في اجراء ربما يكون ردا على احتضان رئيس الوزراء التركي اردوغان للمعارضين العراقيين ومؤتمراتهم على اراضي بلاده، فقد استقبلت بغداد زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، والذي وصل إلى العراق بعد دعوة رسمية من حكومة نوري المالكي على رأس وفد كبير.

أجرت الحكومة العراقية حفل استقبال رسمي للزعيم التركي المعارض، رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، وذلك في قاعة الشرف بمطار بغداد، وشارك في الحفل وزير الدولة لشؤون المحافظات تورهان المفتي ونواب وشخصيات تركمانية عراقية حيث تم توشيحه بالعلم العراقي.   

وجاءت زيارة اوغلو الى العراق التي ستشمل بغداد والنجف وكركوك وأربيل ومحافظات اخرى وتستمر ثلاثة ايام تلبية لدعوة رئيس الوزراء العراقي التي وجهها إليه الشهر الماضي لاجراء مباحثات
حول علاقات البلدين المتأزمة منذ العام الماضي والقضايا ذات الاهتمام المشترك .
 
وقال مصدر رسمي عراقي اليوم ان المعارض التركي يقوم بزيارته هذه على رأس وفد كبير يضم يضم 32 شخصا بينهم نائبيه و7 نواب في البرلمان التركي وعدد من المستشارين والخبراء اضافة الى 14 رجل اعمال ورئيس شركة تركية لبحث امكانات الاستثمار في العراق بمختلف القطاعات. واشار الى ان كمال اوغلو سيلقي خلال زيارته محاضرة في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان " العلاقات العراقية التركية .. الحاضر وآفاق المستقبل".  
 
الزعيم التركي المعارض يرفض طلب حكومته ارجاء زيارة العراق

وقد اصر اوغلو على القيام بزيارته الى العراق رافضا طلبا تقدم به اليه مساعد وكيل وزارة الخارجية التركية أونهون من خلال رسالة بعث بها اليه يحذره فيها من السفر إلى العراق بسبب ما قال انها "مخاطر أمنية هناك وتعرض مدن العراق لتفجيرات فى الآونة الأخيرة"، لكن مصادر تركية اشارت الى ان الطلب يأتي نظرا لتوتر العلاقات بين بغداد وانقرة وعدم رغبة الحكومة التركية في استغلال حكومة المالكي لها في خصومتها مع نظيرتها التركية.

وقد جاء رد كليجدار أوغلو على الرسالة أنه مصر على زيارة العراق ولكنه سيخفض أعداد الوفد المرافق له خاصة الصحافيين الذين كان يؤمل انه يرافقه فيها 30 منهم تحسبا لأى احتمالات سلبية.
 
الزيارة وسيلة للضغط على الحكومة التركية

وقد أعتبر قيادي كردي ان دعوة الحكومة العراقية المعارض التركي كليجدار اوغلو لزيارة بغداد وسيلة ضغط على الحكومة التركية.. وقال النائب في كتلة "التحالف الكردستاني" محمود عثمان ان "دعوة العراق للمعارض التركي لزيارة البلاد تعد وسيلة ضغط على الحكومة التركية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان".

واضاف ان "الحكومة العراقية تسعى بخطوتها الى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الجانب التركي الذي استقبل نائب رئيس الجمهورية العراقي السابق طارق الهاشمي المحكوم بالاعدام في بلده بتهم ارهاب ورفض الجانب التركي تسليمه لبغداد.

واشار الى ان "لهجة التصعيد والضغط على تركيا من جانب الحكومة العراقية قد لا تعطي نتائجها المرجوة" موضحا ان "المعارض التركي اوغلو اعلن بانه سياتي للعراق لحل المشاكل العالقة بين بلده والعراق".   
 
ومن جانبه قال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي "ان اوغلو مرحب به لزيارة العراق حاله حال أي شخصية سياسية اقليمية ترغب بزيارة البلاد"
 
ولكن مصدرا سياسيا رفيع المستوى قال ان "الدعوة وجهت الى اوغلو من قبل شخصية قريبة من الحكومة هو مستشار الامن الوطني فالح الفياض لحضور مؤتمر موسع يناقش طبيعة العلاقات التركية - العراقية في الجوانب الاقتصادية والدبلوماسية والامنية ومن المقرر ان يحضره  المالكي وعدد من الوزراء الاسبوع الحالي".
 
توتر علاقات البلدين الجارين

وشهدت العلاقة بين بغداد وانقرة انهيارا ملحوضا خلال السنتين الاخيرتين في مختلف المجالات الاقتصادية والدبلوماسية على خلفية تصريحات لمسؤولين اتراك يتقدمهم اردوغان ابدوا فيها مخاوفهم من استمرار الازمة السياسية في العراق واحتمالات انفتاحها على حرب اهلية وهو ما رفضه العراق بشدة.

وتفاقمت العلاقة مع لجوء الهاشمي المحكوم بالاعدام الى تركيا ومنح الحكومة التركية له اقامة دائمية ورفضها تسليمه الى الجانب العراقي.
 
وفي محاولة لازعاج انقرة فقد وصف النائب محمد الصيهود عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو بـ"المنقذ القادم لتركيا" .. وقال إن "زيارة زعيم المعارضة التركية لبغداد مهمة جداً للحكومة العراقية خاصة وأنها تأتي مع استمرار السياسة الخاطئة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان"، مبينا أن "اردوغان لن يتراجع عن نهجه في التدخل في الشؤون الداخلية سواء كانت في العراق أم سوريا".
 
وعبر الصيهود عن تفاؤله "بنجاح مبادرة المالكي مع اوغلو كونه يتبنى نهجاً يتوافق مع المواثيق الدولية التي تحرم التدخلات السافرة في شؤون الغير"، واصفا اوغلوا بـ"المنقذ القادم لتركيا". وأضاف أن "سياسة أردوغان ستضر بتركيا قبل دول المنطقة التي تمر بأوضاع حساسة".

وكان المالكي شن أعنف هجوم على الى السياسة التركية في المنطقة في وقت سابق ووصفها بالوقحة التي تدفع المنطقة كلها الى حرب شعواء وأكد ضرورة تدخل المجتمع الدولي لايقاف الممارسات التركية هذه.

واضاف ان تركيا تتصرف بوقاحة ودعا نظيره التركي اردوغان الى عدم زج انفه في القضايا العراقية والاهتمام بمعالجة أوضاع بلاده الداخلية التي يقلق العراق اتجاهها نحو الحرب الأهلية على خلفيات طائفية وقومية.
 
واشار الى ان "تركيا تواجه اوضاع داخلية تثير القلق وعلى الحكومة التركية ان تعي ذلك، وعلى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أوردغان تركيز الاهتمام على معالجة أوضاع تركيا الداخلية التي يقلقنا اتجاهها نحو الحرب الأهلية على خلفيات طائفية وقومية". وأضاف ان "نصيحتنا لأوردغان معالجة شؤون الأقليات والكف عن زج تركيا في مشاكل جميع دول المنطقة، لانها سياسة لا تجلب لتركيا وشعبها سوى المتاعب".

وأشار المالكي الى "اننا نعتقد أن الشعب التركي يتطلع إلى تغيير الأوضاع السياسية بما يحمي تركيا من تفاقم المشاكل الداخلية والخارجية، وأمام تركيا فرصة طيبة مع العراق تقوم على الاحترام وتبادل المصالح وعدم التدخل بالشؤون الداخلية".

وقال الماكي: "نشكر أوردغان على حرصه لكننا نطمئنه بأن الحرب الأهلية لن تقع بوعي العراقيين وتماسك وحدتهم الداخلية وتكاتفهم اما الحرب النفطية التي تنبأ بها اوردغان، فان الحكومة الاتحادية لن تسمح بها وستبقى تحافظ على النفط باعتباره ملكا لكل العراقيين". واعرب عن أمله "بان تعمل الحكومة التركية على تعزيز هذه السياسة بدلا من تشجيع محاولات الخروج عليها من خلال عقد الصفقات والاتفاقات الجانبية".
 
وشهدت العلاقة بين المالكي واردوغان توتراً ملحوظاً وتبادلا للاتهامات بعد ان حذر الأخير من نشوب حروب أهلية عرقية وطائفية في العراق، قائلا انه "على تركيا ان تؤدي دورا لان اندلاع حرب اهلية وطائفية وعرقية سيجعلنا في وضع صعب". من جانبه رد المالكي على تصريحات اردوغان بانتقاده بشدة التدخلات التركية في شؤون بلاده، وحذر من خطورة نشوب صراع طائفي قد يؤدي الى "كارثة لا تسلم منها تركيا نفسها ونحن نعلم بوجود تدخل، لكن في الأونة الاخيرة وبشكل مفاجىء ارتفعت وتيرة التدخل  واصبح الحديث عن العراق وكأنه تحت سيطرة أو توجيه لدولة الاخرى"، في إشارة الى تركيا.