أخر الأخبار
«داعش» إسلامي و«داعش» يهودي
«داعش» إسلامي و«داعش» يهودي

جزء خطير جداً ورد في كلمة جلالة الملك في ميونخ، لم تجد ما يثني عليها – كما يقولون في البرلمان – او يؤيدها لا من العرب ولا من العجم ولا من اصحاب العيون السود او الزرق.
يقول جلالته، ان القضية الفلسطينية بدأت تأخذ منحى دينياً سيشكل صراعاً له ملامح صراعات العالم، التطرف والارهاب، فغياب الحل الطبيعي في اقامة دولة الفلسطينيين، وإصرار الحكومة الاسرائيلية على تسمية نفسها بدولة اليهود سيدفع الطرف الآخر، الذي وصل الى حد اليأس من الحلول السياسية، الى الجهاد الراسخ منذ الف واربعمائة سنة، لتحرير ارض الاسلام واقامة الدولة الاسلامية.
هذا كلام واضح طرقه زعيم عربي لا علاقة لرأسه برأس النعامة، فالذي يطلب من شعبه ان يرفع رأسه، وسط جنون التقاتل والتذابح، لا يخبئ رأسه في ميونخ، في الوسط الذي برع جلالته في مخاطبته، فبعد خطابه الخطير في الكونغرس الاميركي.. عش الدبابير الصهيونية، والتصفيق له وقوفاً بعد ان قال ما لا يجرؤ سيناتور او نائب ان يقوله في بلده، يعيد العاهل الشاب إثارته في كل محفل دولي وفي اسبوع واحد في لندن وميونخ.
اسرائيل تصر على ان تكون «قاعدة يهودية» وليس دولة مدنية قادرة على التعايش مع ذاتها والتعايش مع ما حولها، فهي إذن داعش اخرى في المنطقة، وقد يكون نتنياهو «ميليخ» او الملك باللغة العبرية، او يصبح ملكاً ونبياً كما كان داوود وسليمان.
لنفهم جلالة الملك في مواقف الرجولة، علينا ان نفتح عيوننا على ما يجري في وطننا فنخرج من حالة البكاء على اللبن المراق، ولم يكن هناك لبناً ابداً، ونتعامل مع حقائق الاشياء فالاردن ليس فقراً، وجوعاً، وبطالة وإنما هو النقطة المضيئة الوحيدة في المنطقة، والبلد الوحيد الذي تحاصره الفوضى فحدوده مغلقة، وهذا يكفي مبرراً لنتائج الحصار والصعوبات المحسوبة، فالفقر والبطالة معروفة الاسباب، والكَرَمُ القومي محسوب في مخيمات اللجوء التي تجعل من نصف هذا الشعب العظيم.. شعوباً لاجئة.