أخر الأخبار
أوهام الوزير
أوهام الوزير

يبدي وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمره الصحفي في عمان البارحة تفاؤلا، بوقف الاعمال القتالية في سورية، وفقا لترتيبات روسية أميركية. والوزير يملك التفاؤل، لكنه لايملك الميدان، وقد ثبت هذا أكثر من مرة، حيث يقرر كثيرون في الميدان بوصلة الاتجاه في سورية هذه الايام، ومن يملك الميدان هو الذي يقرر فقط. علينا ان نطرح عدة اسئلة هنا، اولها ماذا يعني تعبير «الاعمال القتالية» هل يعني عمليات الجيش السوري، ام الجيش الروسي، ام عمليات المتطوعين من حزب الله والافغان او عمليات الجيش الحر، وبقية الفصائل؟!؟ ثاني الاسئلة يتعلق بالاستثناء في تعبير «الاعمال القتالية» وهل يستثنى من الوقف داعش والنصرة، بحيث يكون مسموحا لبقية القوات الرسمية او المتعاونة مع الرسمية القيام بعمليات ضدها، وهل يمكن ان نعتبر هنا ان الأعمال القتالية توقفت حقا، مادامت مستمرة ضد جهات محددة؟!. يأتينا السؤال الثالث، كيف يمكن ان نعتبر ان الاعمال القتالية توقفت، اذا كان الجيش السوري والروسي، سيقصفون داعش، ومادمنا نعرف ان هؤلاء سوف يردون، وبالتالي سوف يستدرجون الجيش السوري او الروسي، وغيرهما من قوات للرد. ثم السؤال الخامس، عما يمكن قوله اذا توقف الجيش الروسي كليا والجيش السوري عن العمليات، بحيث تستفيد فصائل محددة مثل داعش والنصرة، وهل يكون منطقيا لحظتها ان تستفيد هذه الفصائل من الهدنة؟!. يحط علينا السؤال السادس حول قدرة الروس والاميركان فعليا على منع فصائل سورية من القيام بعمليات عسكرية، وفي سوريا فصائل كثيرة، لن تقبل بوقف اطلاق النار، لانها سوف تعتبر ان وقف اطلاق النار، قد يصب لصالح النظام، وهي ايضا لاتأتمر بأوامر احد، وهناك فصائل محلية مفصولة عن التمويل الاقليمي، كما ان هناك فصائل ممولة من دول لاتريد للهدنة ان تثبت، وسوف تسعى بكل الوسائل لنسفها. والاسئلة كثيرة عن هدنة الوزير، التي ثبت قبلها ان هدنة ميونيخ قد فشلت، والارجح ان هذه المهمة سوف تفشل ايضا، لاننا امام وضع معقد، وبيد اطراف كثيرة نسف الهدنة منذ يومها الاول، لانها لاتريد بقاء النظام، ولامصالحته، ولا الوصول الى تسوية سياسية معه. الارجح ان وزير الخارجية الاميركي، يعرف هذه الحقيقة، لكنه يخفيها، وهو يدرك ان طرفا ما، سيشعل المواجهات في نصف ساعة في سورية، حتى لو توافقت كل الاطراف على وقف الحرب، وسنتذكر ان هذه الهدنة مجرد وهم كبير، يتم بيعه للناس. ثم يبقى السؤال الاخير: هل يقبل نظام دمشق ان يتساوى في فكرة وقف اطلاق النار، مع فصائل وميليشيات متعددة ومتنوعة، بحيث يصير الطرفان ندا لبعضهما من حيث ادارتهما لمشهد الحرب او التسوية السياسية.