أخر الأخبار
ارحمونا.... طفح الكيل...!
ارحمونا.... طفح الكيل...!

في الليل لا تعرف أن تعبر شوارع المدينة بفعل الازمة وفي النهار تغرق شوارع عمان بسيل جارف من السيارات له أول وليس له أخر،ولم يعد الامر محصورا بمكان معين أو في شوارع دون غيرها. في ساعات الذروة ومنها ساعات الصباح مع بدايات الدوام الرسمي لا تستطيع أن تتعامل مع الازمة التي تسيطرعلى كل شوارع المدينة وتجعلك تشعر بأن عمان تحولت الى «كراج» خاصة اذا علمنا أن عدد المركبات التي سجلت لاول مرة منذ بداية العام الحالي حسب تصريحات مدير ادارة ترخيص المركبات العميد عناد ركيبات قد وصل الى قرابة 18 الف مركبة فضلا عن رقم مرعب لعدد المركبات في المملكة الذي وصل الى قرابة مليون ونصف المليون مركبة حتى نهاية شهر شباط الماضي. أنا هنا لا اريد أن أدخل في لعبة الارقام وأسبابها ونتائجها ولكنني استخدمها فقط للدلالة التي تجعلنا نطالب المسؤولين في الحكومة بضرورة التفكير بحلول جذرية لهذه الازمات الخانقة. لا يعقل أن تتعمق الازمة يوميا وتكتفي الجهات الرسمية فقط بالرقابة والتسجيل وتدوين الملاحظات دون تقديم أي مقاربة حقيقية للحل، وأنا هنا لا اريد ان اظلم أحداً فقد يكون هناك دراسات وحلول مقدمة لكنها لم تظهر للعيان حتى الان أو لم نطلع عليها في الاعلام بعد. شخصياً أرى انه من المناسب التفكير في الحلول التي قدمها ذات زمن اللواء المتقاعد عدنان فريج أعاده الله بالسلامة الى البلاد والتي تقوم على اعتماد نظام الدوام المفتوح في الوزارات والمؤسسات العامة بحيث يبدأ الدوام الساعة السابعة والنصف وينتهي ربما عند الساعة الخامسة مساء ويتاح للعاملين الاختيار بين ساعة البدء وساعة النهاية بحيث تختلف تلك البدايات والنهايات بما يحد من ساعات الذروة في النهار على الاقل عند بدء الدوام وعند الانتهاء منه. وهذا النمط من الحلول يحتاج الى قرار مركزي في الدولة يحسمه مجلس الوزراء شريطة أن يترافق مع حلول اخرى للمساهمة في التخفيف من الازمات الخانقة التي تشهدها المدينة، وأعتقد أن هذا القرار سهل ولكنه يحتاج الى خطوات جريئة تنقذ الناس والعباد من ضغط الازمات المتواصلة بعد أن عجزت الحكومات عن تقديم حلول للغلاء الفاحش الذي أثقل ظهورنا دون طائل ودون حلول ناجحة من اصحاب القرار، وهو في كل الاحوال لم يعد موضوعنا بعد أن تربعنا على عرش المدينة الاغلى في الشرق الاوسط. دعونا ننتظر ونرى ماذا تصنع الحكومات لتقديم حلول سهلة لأزمات ليست مستحيلة على الاقل من وجهة نظري. ارحمونا فقد طفح الكيل ولم نعد نتحمل...!