أخر الأخبار
إنهم يحرثون البحر في باريس
إنهم يحرثون البحر في باريس

لا تستطيع فرنسا حمل الدولة الفلسطينية الى الخمسة الكبار.. فهذا حمل ثقيل اذا لم تشارك فيه الولايات المتحدة, وهي التي اعلنت سلفاً انها لا تحمل أية مبادرة أو افكاراً جديدة الى حل الدولتين؟!
والمراقب لا يعرف لماذا اختارت فرنسا الصعب من قضايا الشرق الاوسط. فهي لا تملك الزعامة الاوروبية التي تعطيها فرصة الضغط على الولايات المتحدة, او التهديد بعقوبات على اسرائيل. وقد كانت تراوح على ابواب بيروت بعامل «الحنان» الذي اغدقته على لبنان منذ متصرفية الجبل الى لبنان الكبير.. نقول كانت تراوح, فبيروت لم تعد بيروت بشارة الخوري بعد أن دخلت مصر على الخط بعد الوحدة مع سوريا, وبعد ان تراجع دور مصر بعد هزيمة حزيران, واقتسام سوريا والفلسطينيين وايران واسرائيل رباعية الهيمنة على لبنان: اسرائيل من الجنوب, والفلسطينيون من الفاكهاني, وسوريا من عنجر وايران من امل وحزب الله.
اللاعبون الدوليون لا شيء فيما عدا الولايات المتحدة وروسيا. فاوروبا موحدة اقتصادياً وغير موحدة سياسياً. واللاعبون الاقليميون لهم اصوات ايران وتركيا العالية ومصر والسعودية واسرائيل وهي في وضعية الانتظار لما تسفر عنه معركة سوريا والعراق.
فلسطين في هذا المشهد ليست على خارطة الاولويات. فالفلسطينيون لا يشكلون منزلقاً خطراً يجبر القوى الدولية والاقليمية على الدخول في باب الحلول المقبولة. فهناك فلسطينيو السلطة الوطنية, وفلسطينيو حماس في غزة, ويبدو أن أحداً لم يتنبه كثيراً الى سقوط الجهاد الاسلامي في حضن الولي الفقيه, ومكافأته بسبعين مليون دولار.. وهو مبلغ كاف لاطلاق الصواريخ من غزة.. ليس على اسرائيل وانما على حماس, واتفاقاتها, عبر مصر, للتهدئة مع اسرائيل.. تماماً كما كانت حماس تطلق صواريخها لاحراج فتح والسلطة, ولتخريب أي اتفاق مقبول بعد اتفاقات اوسلو.
لا الافق العربي, ولا الدولي يحمل لنا صورة الدولة الفلسطينية. ومع الاسف فالفلسطينيون, رغم كل التخريجات النظرية غير قادرين على اجتراح وحدة نضالية فلسطينية الوجه, والاسم والسواعد.