أخر الأخبار
مع الوطن في وجه التطرف والإرهاب
مع الوطن في وجه التطرف والإرهاب

السلوك الجمعي الذي مارسه الأردنيون إزاء الجريمة النكراء التي تعرض لها شهداء الواجب والوطن في مكتب مخابرات البقعة،هو الموقف الوطني الأصيل الذي يتميز به أبناء الأردن، وهذا الموقف لهو دليل دامغ انَّ غيرة الأردنيين وحرصهم على بلدهم هي وراء استقراره بعد إرادة الله الذي ندعوه في كل لحظة أن يحفظ الأردن آمناً منيعاً عن كل محاولات العابثين والكارهين لدفعه في منزلق الارهاب الذي فتك ولا زال في العديد من الدول وجعل شعوبها شتاتاً في بقاع الأرض.
يخطئ من يقف وراء الارهاب ويغذي فكره المقيت أن هذه الأعمال ستحقق لهم مبتغاهم بنشر الفوضى وزعزعة استقرار بلدنا، ونقول لهم كأردنيين أنَّ هذه الحادثة وما سبقها من حوادث تعرض لها بلدنا الحبيب لن تزيدناالاَّ لحمة والتفافاً حول قيادتنا الهاشمية، وإصرارنا على رفض الارهاب والقتل العبثي وإشاعة الكراهية والتباغض بين أبناء الشعب الواحد، لقد كانت ردة الفعل التي أظهرها الأردنيون بالأمس تبعث فينا مزيداً من الطمأنينة على مستقبل وطننا، لقد عبر الأردنيون رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، أنهم جميعاً في صف الجيش والأمن والمخابرات، كما عبر ذوي الشهداء أنهم لن يترددوا في بذل المزيد من التضحية وتقديم أبنائهم شهداء في سبيل الوطن. 
لم يكتب لهذا الوطن أنَّ يكون قوياً شامخاً لولا تضحيات أبنائه وعشائره المجيدة التي كانت درعاً منيعاً في وجه كل المؤامرات، وندرك بقوة أنَّ جيشنا وقواتنا الأمنية هي شوكة في عين الحاقدين والمتربصين عبر تاريخ ومسيرة وطننا، إن ما يمتاز به الجيش العربي والأجهزة الأمنية من قوة ردع، وما يمتلكه من تأهيل وتدريب نوعي مميز، يجعله قادراً على حفظ أمن بلدنا واستقراره، كيف لا وقواتنا المسلحة هي من كانت وراء استقرار وأمن الكثير من البلدان من خلال قوات حفظ السلام. 
إن قتل المسلم للمسلم في شهر رمضان، وتفجير المساجد، وترويع الآمنين وقتل الأبرياء لم يبق لدى من يناصر هذا الفكر التكفيري مبرراً لمناصرته والدفاع عنه، فهذه الممارسات خارجة  عن الاسلام دين الرحمة،وما هي إلا فكر دخيل منحرف أستطاع أعداء هذه الأمة زرعه في عقول شبابها تحقيقاً لأهدافهم، وهذا يجعل علينا واجباً في تصحيح الفكر المتطرف، واتباع المنهج القويم في بناء الفكر الاسلامي المعتدل الرافض للغلو والتشدد، وجعل هذا الأمر أولوية وطنية في المدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع وبرامجه.