أخر الأخبار
عن المخابرات العامة
عن المخابرات العامة

تعرف «المخابرات الاردنية» بأنها من أقوى اجهزة المخابرات في المنطقة عموماً، وهي في شريعة كل منتم للأردن حريص على أمنه وسلامته، في طليعة الأجهزة الوطنية التي يُعتدّ بها كثيراً، وذلك انسجاماً مع دورها الوطني الأمني الذي لا يمكن الاستغناء عنه ابداً، الا اذا كنا نقبل بأن تترك البلد نهباً للفوضى وللأمزجة والأهواء داخلياً، وللمطامح والمطامع والتطلعات خارجياً! ومن هنا، فلقد حرصت الدولة الاردنية تاريخياً، على تطوير هذا الجهاز ودعمه ضمن اقصى طاقاتها، على الرغم من محاولات التشويه التي سعى ضعاف النفوس بوعي او بغير وعي الى الصاقها بهذا الجهاز تحديداً.
كل أجهزة الدولة عرضة لمزاولة الخطأ، باستثناء المخابرات العامة، فهذا الجهاز المؤتمن على الحقيقة المتصلة بالمصالح العليا والعامة للدولة، لا يمكنه الخروج عن جادة الصواب والسكوت على الخلل او تقديم المعلومة المغلوطة لصانع القرار في الوطن، فهو الجهاز المطالب بسبر غور ما يجري في الداخل والخارج على سائر المستويات، ومدى انعكاسه على المصالح الوطنية كافة، سلباً او ايجاباً، وهو دون سواه وبحكم المسؤولية، من لديه المعلومة كاملة عن الأشخاص والتوجهات وحتى النوايا والطروحات، وهو الأقدر بحكم ذلك، على التنبؤ بالمستقبل فضلاً عن تحليل الحاضر، وهو بالتالي، الجهة المستأمنة على الأسرار والمعلومات التي لا مناص امام صاحب القرار من الركون اليها قاعدة لاتخاذ القرار اياً كان مستواه، اذا ما اراد تغليب المصالح العليا والعامة للوطن وللدولة وللناس فيها، على اية مصلحة غيرها.
سائر دول الأرض وكياناتها السياسية، تحرص اشد الحرص على اجهزة المخابرات فيها دعماً وإعداداً وتقوية، وتأبى ابداً الانتقاص من شأنها او تقزيم صلاحياتها او تحجيم دورها تحت اية ذريعة كانت، لا بل وتداري عوراتها إنْ وجدت، ضماناً لاستمرار هيبتها وهيبة العاملين فيها والقائمين عليها، لأن في ذلك هيبة للدولة والوطن، وبخاصة عندما تكون الظروف العامة والاقليمية ظروفاً استثنئاية بامتياز، تماماً كما هو حال اقليمنا العربي في الزمن الراهن!.
نقول هذا بين يدي بركات الشهر الفضيل، وسوء الجريمة «النذلة» التي اودت بحياة كوكبة من شباب المخابرات الساهرين على أمن الاردن وشعبه والمقيمين على أرضه، الذين ينامون قريري الأعين اذ هناك عيون ساهرة بالنيابة عنهم، ولا حول ولا قوة الا بالله. للمخابرات الاردنية دورها الوطني الأميز الذي يجب ان يستمر ويتصاعد ويقوى، وأي حديث آخر يجافي هذا الحديث، هو حديث كاذب مخادع يرمي الى ما هو ضد الدولة الاردنية وجوداً وقوة واستقراراً، ولا أبالغ اذا قلت، انه حديث تآمري على هذا الوجود وهذه القوة وهذا الاستقرار، وهو ضرب لسلامة النسيج الاجتماعي والوطني وشق للصف وإحداث متعمد للفتنة التي لن تُبقي ولن تذر.
نعم، ونقولها بكل الصدق بين يدي الشهر الفضيل، فان للمخابرات الاردنية تحديداً، دورها الوطني الذي لا تشوبه شائبة الا في عيون المعابد لهذا الدور، ورأيها يجب ان يُعتدّ به، وكلمتها يجب ان تُسمع، اذ لديها، ولديها دون سواها، الخبر اليقين في كل الشؤون الوطنية على اختلافها، وليس صحيحاً البتة ان دورها وحدود مسؤولياتها تنطوي على تجاوز في السياسة او غيرها، كما يحلو لبعض المتنطعين ان يروجوا.
نترحم على أرواح شهدائنا الخمسة الأبرار، ونحيي المخابرات العامة وسائر العاملين فيها، وتنشد على أيديهم جميعاً، ونرى في جريمة البقعة اياً كان منفذها ومن يقف خلفها، حادثة جبانة رمت الى شق صفنا والوقيعة بيننا لا قدر الله، ونهيب بشعبنا كله ومن سائر الأطياف للتنبه لما يُراد لنا وصون وحدتنا والبقاء يداً واحدة في مواجهة الفتن والشرور، وكل عام والأردن كله بألف خير..