أخر الأخبار
انتظرتُ بفارغِ الشوقِ أن تكبرَ ابنتي قليلاً
انتظرتُ بفارغِ الشوقِ أن تكبرَ ابنتي قليلاً

السلام عليكم

بدايةً . . أرجو عدمَ السخرية من هذهِ المشكلة . . . 
لأنني أدركُ أنها ليست مشكلةً أصلاً ولكنني أنا أعتبرها من المنغصات في حياتي فقط 
القصةُ وما فيها أنني انتظرتُ بفارغِ الشوقِ أن تكبرَ ابنتي قليلاً ويُصبحُ عمرها ثلاثَ سنواتٍ ونصف ويشتدُ عودَ حصادُها اللغوي 
وفهمها واستيعابها . . . لكي أحكي لها قصص قبل النوم التي أُحسُ بمتعةٍ غامرةٍ روايتها . . . خاصةً عندما أُشاركَها ردودُ أفعالها وتعليقاتها البريئة على مواقفِ وشخوص القصة 
طبعاً أنا لا استطيع أن أحكي لها قصصاً عادية مثل قصةِ سندريلا والأقزام السبعة . . . أو قصة سنووايت لما أضاعت حذائها وظلوا سنةً كاملةً يبحثونَ عنه . . . لأنني أعرفُ أنَ هذه القصص قديمة وإنجليزية ولا تتناسب مع تراثنا العربي المشرف . . . علاوةً على أنني نسيتُ اصلاً هذهِ القصص وتفاصيل أحداثها منذُ زمنٍ بعيد 
لا أعرف لماذا . . . يجب ان تكون قصصي فيها (آكشن) ودم وعض . . ويجب ان يكون فيها بعابع ومخلوقات شريرة مثل الغولة و (أبو رجل مسلوخة) . . . 
مشكلتي أن هذه القصص لا تروقُ لزوجتي على الإطلاقِ لإنها تتدعي أن هذه القصص تخيفُ البنت وقد تستيقظُ منَ النومِ فزعةً أو حتى تتطورُ الحالةُ عند الفتاةِ المسكينة فتنتابها حُمى وتسخنْ !! على حد تعبيرها 
وطبعاً لأني مسالمْ ولا أحبُ النكدْ رضختُ للأمرِ الواقع وصرتُ أحكي للبنت قصص السنافر وشرشبيل . . 
شرشبيل في قصصي كان يتفنن في صيدِ السنافرْ وكان يُذيقهم سوءَ العذاب فيقليهم بالمقلى أو يطبخهم على الموقد . . . حتى السنفورة لم تسلم من أذى شرشبيل 
ففي احدى القصص وضعها حية – المسكينة - في سندويشة ووضع شطة حارة وكاتشب على جسدها النحيل وتلاشت في فمه البغيض في طرفة عين . . .أما هرهور فقد كان في معظم قصصي يقضي نحبه دهسا تحت عجلات سيارة. . . فتسيل الكثير من دماءه النجسة على قارعة الطريق قبيل أن يلفظ انفاسه الأخيرة 
في أحد الأيام لم أكن موجود في المنزل . . روت طفلتي إحدى قصص السنافر هذه لأمها . . فاستائت زوجتي كثيرا وعندما عدت الى المنزل أمطرتني بمحاضرة غزيرة عن ضرورة سرد القصص العادية والكف عن هذه القصص المرعبة ثم حذرتني بلهجة شديدة من تأليف قصص خرافية مرعبة وهددتني بان معاودة سرد هذه القصص يضعني تحت طائلة الوقوع في الخصام والحرمان من أهم حقوقي الزوجية 
فوعدتها مرغما أن احكي قصصا معقولة للبنت وهذا ما كان فعلا فقد قرأت قصة الجميلة والوحش لأتذكر أحداثها وأرتب أفكارها بما يتناسب مع ادراك الطفلة وذات ليلة تحينت فرصة انشغال أمها (بقروب الواتس) ودلفت في غرفة ابنتي الخاصة ورويت القصة 
للبنت مع بعض المؤثرات الخاصة والبهارات الضرورية 
في هذه الأثناء تسللت زوجتي الى الغرفة دون أن أشعر بها 
وفي اللقطةِ الأخيرة من القصة . . .اللقطةَ التي تقبلُ الجميلةُ فيها السيدُ وحشْ ليتحولَ الى أمير 
نظرتُ الى الجهةِ الأخرى من سريرِ ابنتي ففوجئتُ بزوجتي تنظرُ الي نظرةً شزرة وقالت لي بِحدة : 
( يعني ما لقيتْ الا قصة الجميلة والوحش تحكيها للبنت ) 
ارتبكت وقلت لها : ( لا تخافي هاي قصة عادية ما فيها رعب ودواوين ) ويبدو ان جوابي هذا لم يجد قبولا لديها فأضفت متلعثما : ( بالعكس هذه القصة كلها حب وغرام ) 
فصاحت في وجهي : 
(حب وشوووو يا خوي . . . بدك تخربلي أخلاء البنت) 
طبعا خانتني كل عباراتي في تلكَ اللحظة وانقطعتْ جميعُ وسائلي الحاذقة في التبرير وخرجتُ من الغرفةِ دونَ ان أنبسَ ببنتِ شفه . . . ماذا أفعل مع زوجتي؟ . . . كيفَ أقنُعها أنَ مثلَ هذهِ القصصْ تنمي ملكةَ الخيالَ وروح الإبداعِ عندَ ابنتي 
أرشدوني فأنا أحترمُ آرائَكم وتُعجبني اقتراحاتكم . . .