أثبت مشروع خطة الضم للاغوار والمستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية أن اسرائيل غير قادرة على ابتلاع فلسطين كلها بسبب العامل الديمغرافي، وأنها تمر بأكثر المراحل خطورة في تاريخها الحديث، وحال اقدامها على مشروع الضم فإن نكبة اسرائيل الأولى بدأت وأن ما بعده لن يكون كما قبله واليكم الأسباب:-
--الضم يعني انتهاء حل الدولتين، وهذا يقودنا إلى القول إن الدولة الواحدة(ثنائية القومية) لا يمكن أن تستمر كون العرب في نهاية اللعبة سيشكلون الأغلبية من البحر إلى النهر،وهذا كارثة على دولة إسرائيل.
--لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يواصل مهامه الأمنية والإدارية في مناطق الفلسطينين ضمن الوضع الداخلي القائم،والمرجح أن تكون الغلبة لأصوات فصائل المقاومة الشعبية والتي قد تنفحر مرة واحدة في وجه الاحتلال الإسرائيلي ولن تتوقف إلا بزواله عن كامل الضفة الغربية كلها، وسوف تتحول(الضفة) مع غزة إلى تهديد وجودي لدولة اسرائيل،وتجربة غزة ما زالت حاضرة لدى المراهنيين على فشل عملية السلام برمتها.
--بالارقام الإسرائيلية فإن أكثر من 70 % من المستوطنين ليسوا يهودا، وهذا مثبت في دائرة الهجرة التي أوقفت منذ سنتين إستقبال طلبات برامج الهجرة، مما يؤدي إلى إرباك وتعقيد في المشهد الديمغرافي خاصة وأن هناك أصوات يهودية تنادي اليوم بتقسيم دولة إسرائيل بين المتطرفين والعلمانيين اليهود، والأدهى أن غالبية اليهود القادمين من أوروبا والولايات ما زالوا يتحكمون بقرار الدولة العبرية.
--الضم سوف يدفع بالعامل الديمغرافي إلى أن يتحول اليهود إلى أقلية بوجود المسيحيين والمسلمين، وهناك أصوات إسرائيلية تحذر من نهايات الدولة حال اقدام حكومة نتنياهو على قرار الضم.
--الضم كمرحلة أولى واخيرة يعني أن الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي لن يتوافقا على مستقبل الأرض والنظام السياسي من البحر إلى النهر، ولعل تحذيرات غابي اشكنازي قائد الجيش الإسرائيلي في محلها، لجهة دعوته ضرورة التنسيق مع السلطة ومنع انهيارها كون البديل لا يعرف إلا لغة القوة العسكرية.
إسرائيل بخطة الضم تريد الأرض بلا سكان، وغير قادرة على ابتلاع الجغرافيا كلها ومشروعها دمج شعبين في دولة واحدة هو بداية النهاية للحلم الصهيوني في فلسطين.
لا يوجد شيء عند الفلسطينين كي يخسروه، واستمرار عملية السلام بات الماضي، وإسرائيل بأعمالها والاعيبها السياسية تدفع الشعبين الى الصدام الامني،وقصة تأجيلها خطة الضم أو اقتصارها على ثلاثة مستعنرات دليل واضح على ما نؤشر عليه، والنهاية ستكون نكبة على دولة إسرائيل وشعبها.