على الفلسطينيين أن يتعلموا من تجاربهم:
أولاً من الانتفاضتين الأولى عام 1987 والثانية 2000 ونتائجهما غير المسبوقة.
ثانياً فشل سير المفاوضات غير المدعومة بفعل كفاحي وغير المصحوبة بنشاطات جماهيرية رافضة للاحتلال، بدءاً من مفاوضات قاعدة أنابوليس البحرية في ولاية ميرلاند الأميركية يوم 27/11/2007، حتى نهاية جهود الوزير جون كيري الفاشلة في 28/4/2014، إلى الآن.
ثالثاً من تجربة قيادات شعبهم في مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة، من 1- الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، 2- الحركة الإسلامية، 3- التجمع الوطني الديمقراطي، 4- الحركة العربية للتغيير، أي من الشيوعيين والإسلاميين والقوميين والوطنيين، ومن مؤسساتهم الوحدوية الائتلافية:1- لجنة المتابعة برئاسة القائد الوطني محمد بركة، 2- لجنة السلطات المحلية برئاسة مضر يونس رئيس بلدية عارة، 3- القائمة البرلمانية المشتركة برئاسة النائب أيمن عودة، الجميع في خندق واحد رغم الخلافات العقائدية والسياسية والتطلعات الحزبية والرغبات الشخصية، ولكنهم يعملون تحت سقف مؤسسات جبهوية موحدة، لمواجهة الظلم والتمييز والعنصرية الصهيونية، ومن أجل تحقيق المساواة الكاملة ومعهم ومن بين صفوفهم أيضاً شركاء عبرانيين إسرائيليين يهود مهما كان عددهم متواضعاً، يقفون معاً، ويناضلون سوياً، ويصنعون مستقبلهم المشترك للشعبين ضد الاحتلال والصهيونية والعنصرية هذا هو الخيار، فهل يرتقي نضال وأفعال الفصائل السياسية في مناطق 67 من فتح وحماس وباقي الفصائل السياسية الوطنية والإسلامية والقومية واليسارية إلى مستوى أفعال وسلوك الشيوعيين والإسلاميين والقوميين والوطنيين أبناء شعبهم في مناطق 48؟؟.
فالفعل الفلسطيني هو الأساس، وباقي مظاهر الدعم والإسناد العربي والإسلامي والمسيحي والدولي روافع داعمة للنضال الفلسطيني، ولكنها ليست بديلاً كي تفرض على مشروع الاحتلال الاستعماري التراجع والانحسار.
مظاهر الاحتجاج الفلسطيني على قرار الضم، سواء مؤتمرات فتح في الغور، أو المؤتمر الصحفي المشترك لحركتي فتح وحماس، أو مظاهرات حماس الحاشدة في قطاع غزة، لم تكن بمستوى المخاطر والتحديات، فإعلان الضم المؤجل يوم الأول من تموز، سبقه:
1- إعلان ترامب يوم 6/12/2017 القدس الموحدة عاصمة موحدة للمستعمرة الإسرائيلية ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
2- إعلان الرئيس ترامب مع رئيس حكومة المستعمرة يوم 28/1/2020 خطة القرن التي تتضمن ضم القدس والمستعمرات والغور لخارطة المستعمرة، وهي فترات كافية لإتخاذ قرارات فلسطينية لدى طرفي الانقسام، قرارات تحمل مضامين وحدوية تقوم على الشراكة الجدية في لملمة الوضع الفلسطيني وإنهاء كل مظاهر الانقسام، ولكن قراراتهم لم تصل إلى مستوى التحدي والحدث.
بعد المؤتمر الصحفي المشترك بين جبريل الرجوب وصالح العاروري، تم اعتقال أسامة كحيل نقيب المقاولين في غزة من قبل أمن حماس، وتم العثور على جثة الشاب سليمان العجوري مقتولاً شمال قطاع غزة، وهو أحد نشطاء حراك «بدنا نعيش» المعارضة لسلطة حماس، فهل تم تصفية العجوري أم أقدم على الانتحار احتجاجاً؟؟.
ومقابل ذلك، وبعد ساعات لمؤتمر الرجوب والعاروري المشترك تم الاعتداء على موكب وصفي قبها أبو أسامة والأسير المحرر أمجد قبها أبو اليمان من قيادات حركة حماس، على يد أجهزة الأمن الفلسطينية مما أثار حالة من التوتر، قد تؤدي إلى الانفجار في منطقة جنين إذا لم يتم استدراك الاعتداء ولملمة الطابق وعدم اتساعه!!