أخر الأخبار
«ومن يهن يسهل الهوان عليه»...!!
«ومن يهن يسهل الهوان عليه»...!!

ما وجدت أصدق من صدر هذا البيت من الشعر.. للشاعر العربي الفذ عمر ابو ريشه، معبرا عن حال الامة..!! 

وما وجدت امة يحض دينها وتاريخها وتراثها وقيمها على التمسك باسباب القوة والمنعة.. كما هو حال هذه الامة المنكوبة..!! 

«واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم « صدق الله العظيم. 

وقبل ذلك..ألم يقل الشاعر الجاهلي: 

 ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم....!! 

ثم ألم نقرأ في امهات كتب الادب والتراث عن «الجمرات العشر».. وهي القبائل التي فرضت احترامها بالقوة في العصر الجاهلي.. فتحاشتها كافة القبائل ولم تجرؤ ان تغير عليها ؟؟! 

ومن منا لم يسمع بنخوة المعتصم ، وهو يرسل جيشا لجبا، لتأديب من اعتدى على امرأة مسلمة في عمورية..فكانت صرختها المدوية «وامعتصماه»..!! 

وفي ذات السياق كانت رسالة هارون الرشيد الى نكفور ملك الروم بعد ان نقض العهد، وامتنع عن دفع الجزية.. 

« من هارون الرشيد الى نكفور كلب الروم.. الجواب ما ترى لا ما تسمع». 

أمثلة كثيرة تشهد بان الامة القوية ، هي الامة المرهوبة الجانب.. التي تفرض احترامها على العالم.. وتفرض ارادتها . وتنشر حضارتها في الخافقين.. 

فمن هنا.. 

فالمعادلة واضحة لا تحتاج الى فذلكة، وشرح وتفسير.. فمن يأخذ باسباب القوة لا يذل ولا يقهر.. ومن يتخلى عن هذه الاسباب يلحق به الخسف والهوان .. وهذا هو حال الامة اليوم، كما أخبرنا الرسول عليه السلام  «تتداعى عليكم الامم، كما تتدافع الاكلة على قصعتها.. 

قالوا: أمن قلة يا رسول الله.؟!! 

قال: لا بل كثرة.. ولكنها كغثاء السيل..!! 

المؤلم والمبكي الى حد الفجيعة، ان كثيرا من العربان يبررون هذا الذل والهوان.. وهذا التقاعس والتخلي عن الارض والمقدسات ..بمبررات سخيفة لا تصمد امام الحقائق الماثلة امامنا.. 

فالامة غنية لا بل هي الاغنى بين نظيراتها.. تملك مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية. وملايين من الثروة الحيوانية تملك المياه والانهار.. وعدد السكان «450 مليون «.. وتملك العقول المفكرة في شتى التخصصات، والموقع الاستراتيجي الاهم.. وقبل ذلك وبعده.. تملك التاريخ والتجربة والرسالة الخالدة التي تشكل الارض الصلبة لاعادة الانطلاق. وتحقيق الوحدة، ونبذ الانقسام والفرقة.. 

ألم تنتصر هذه الامة في الكرامة الخالدة ؟ وفي معارك العبور المجيدة وتحطم اسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر.!! 

الم يسجل الشعب الفلسطيني بصموده الاسطوري.. ومقاومته على امتداد اكثر من مائةعام موقفا بطوليا اسطوريا. ففجر اعظم الثورات والانتفاضات.. وجعل الحجر الفلسطيني يحكي عربي.. وها هو ماض في طريق المجد والمقاومة يدق ابواب الفجر الذي لن يتاخر طويلا..!! 

هذا الهوان الذي يصفع الامة غير مبرر.. فهي لم تهزم كما هزمت المانيا واليابان وايطاليا في الحرب الكونية الثانية،، صحيح انها هزمت في معركة، ولكنها انتصرت ايضا في معارك، ولم ترفع راية الاستسلام .. وها هي تنجب مقاومة ومقاومين ابطال في فلسطين ولبنان.. وفي كل الارض العربية. 

باختصار.. 

الامة لم تهزم.. وتملك ارادة الصمود والقاومة.. وتصر على كتابة التاريخ من جديد. 

فلماذا القبول بالهوان؟؟