أخر الأخبار
ملامح العام الدراسي الجديد وتحديات المرحلة القادمة
ملامح العام الدراسي الجديد وتحديات المرحلة القادمة
ينطلق يوم غد الأحد العام الدراسي الجديد ٢٠٢٣ / ٢٠٢٤ ، حيث يلتحق أكثر من مليون و٧٠٠ الف طالب وطالبة بمدارسهم إلى دوام مدرسي الزامي كامل ، للمدارس الحكومية ، ومدارس الثقافة العسكرية ، ومدارس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين "أونروا" اضافة الى المدارس المسائية ومدارس المخيمات السورية ، في مختلف المراحل الدراسية للفروع الأكاديمية ، وذلك بالتوازي مع البدء بتطبيق البرنامج الوطني للتداخلات العلاجية ، وبالتزامن مع إعطاء المناهج الدراسية وحسب برنامج الدروس اليومي ، والذي من المتوقع ان يكون له آثر في تحسين قدرات الطلاب التعليمية للصفوف من ٤ - ٩ لمبحثي اللغة العربية والرياضيات على مدى فترة تعلمهم القادمة ، حيث تتعاظم المسؤوليه على كاهل وزارة التربية والتعليم ضمن مرحلة تتطلب تعاوناً وتكاتفاً جاداً ، ما يتطلب همة عالية وإرادة قوية لتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لبدء عام دراسي فاعل ، آملين ان تتضافر كافة جهود الفاعلين التربويين لما فيه الخير بتعاون فرسان الميدان الاشاوس .
وفي ذلك ، فقد اعدت وزارة التربية والتعليم خطة اجرائية متكاملة ، تضمنت في اولوياتها الوقوف على كافة الاعتبارات ، في تأكيدات واضحة على ضرورة تجاوز كل الصعاب وتذليل كافة العقبات التي قد تعترض بداية موفقة وناجحة لعام دراسي يحمل في طياته الخير والحيوية ، فالعام الدراسي الحالي به العديد من التحديات ، لعل اهمها تكمن في الأعداد المتزايدة من الطلبة وتناميها بصورة مطردة ، والتي ستستوعبها "رغماً" المدارس الحكومية ، ذلك بسبب استمرار تنامي ظاهرة الانتقال الطلبة من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية ومن مختلف الصفوف الدراسية لأسباب اقتصادية وتربوية وتعليمية ما يشكل ضغوطا كبيرة على مدارس وزارة التربية والتعليم ، وبما ينعكس على نوعية التعليم ومخرجاته ، بالرغم من حرص الوزارة المستمر على أن الطالب والمعلم هما أهم عناصر العملية التعليمية ومحور العمل ، والتركيز على النوعية لا الكمية في المخرج التعليمي ، اضافة الى البدء بتطبيق مؤهلات برنامج التعليم والتدريب التقني والمهني (BTEC) والذي يتماشى مع أهداف الحكومة لسد فجوة المهارات وتزويد الخريجين بمزيد من الفرص في اسواق العمل المحلية والوطنية والعالمية حاليًا وفي المستقبل ، حيث نتمنى لكافة العاملين بهذا البرنامج الموفقية والنجاح .
من الواضح ومع بدء العام الدراسي الجديد ان وزارة التربية والتعليم ستعتمد على قياداتها التربوية الميدانية في مواجهة مجمل التحديات والصعوبات القائمة ، فمن المؤمل في تلك القيادات القدرة على التماس حاجات الميدان التربوي بدرجة عالية من الكفاءة وبقدر كبير من المسؤولية ، لتقوم بواجبها في قيادة العملية التربوية الميدانية ، ومعالجة مجمل الإرهاصات الكامنة في الميدان ، ذلك بالعمل على إرساء السياسات الإجرائية الضرورية القادرة على استخدام السلطة الرسمية من خلال المهارات القيادية الفعالة التي تمتلكها ، اضافة إلى القدرة على التأثير في إطار من العمل الجماعي ، ذلك باتخاذ القرارات الجريئة والموضوعية الهامة ، مع الحفاظ على الثوابت التربوية والوطنية كجزء من المهمة التربوية الشاملة ، مع التذكير بالعوامل التي من شأنها التأثير الايجابي على صياغة القرارات والسياسات التربوية المرتبطة بمجمل التحديات ، وذلك بالتعاون مع الإدارات المعنية ومتابعة وحدة جودة التعليم والمساءلة ووحدة الرقابة الداخلية في وزارة التربية والتعليم ، ما يمكّن من تحقيق مكاسب وعائدات تحسن من العمل التربوي والتعليمي ..
واليوم ومع بدء العام الدراسي الجديد ، دعونا نؤكد وقوفنا عند أركان العملية التعليمية مع بداية العام الدراسي الجديد ، ومحاولة جادة للتأكيد على دور المدرسة في تنشئة الجيل القادر على تحمل مسؤولياته ، ذلك من أجل خلق حياة مدرسية ينعم فيها الفاعلون التربويون بالسعادة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فالمدرسة باتت اليوم فضاءً واسعاً للتعلم ، بل ما نتمناه أن تكون مدارسنا مرتعاً للأمان ، يشعر فيها المتعلم بالدفء والحميمة وشاعرية الانتماء ، ونبذ العنف والتطرف والانعزالية ، مع تبني مبدأ الحوار البناء والمشاركة الفعالة ، وإقصاءٍ للتغريب والتهميش كما ونؤكد على ضرورة أن تجسد مدارسنا روح المواطنة والإبداع والتنشيط والتفاعل الإيجابي البناء بين كل المعنيين في الحياة المدرسية من خلال هيئات إدارية وتدريسية نشيطة ، في مجتمع مدرسي نشيط وفاعل ، حتى يشارك الجميع في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها ، مع التركيز على المساهمات الحقيقية التي تعمل على تنمية القدرات الذهنية والجوانب الوجدانية والحركية لدى طلبتنا ، ليكونوا مواطنين فيهم الصلاح لوطنهم وأمتهم ، مبدعين ومبتكرين وخلاقين يهتموا بمؤسستهم التربوية ويساهموا في تغيير محيطهم الاجتماعي ، كما ونريد جودة في التعليم ، من خلال تطبيق مفهوم إدارة الجودة ، ذلك ما يعني الحديث عن تقديم الخدمة المميزة والأنشطة والبرامج التعليمية باستخدام المقاييس المرجعية التي ترقى إلى أسلوب حديث ..
وأخيراً .. دعوني أهنئ الوطن مع بداية العام الدراسي بكل المخلصين من تكويننا التربوي العتيد بدءً من أعلى سلطة إلى المعلم في صفه ، خاصة الذين يُجيدون التمسك بجميع الحبال القوية لبلوغ النجاحات المشرفة لتسبقهم في ذلك النية الصادقة والمبيتة لرفعة هذا الوطن ، الذي نسير على نهجه قولاً وتطبيقه وفعلاً ، فقد جادت هذه الأرض بالمخلصين الذين يحركهم ضميرهم الحي الذي لا ينام .
أدام الله الجميع وأبقاهم ذخراً وفخراً للوطن وأبنائه وأجياله اللاحقة في ظل قيادتنا الهاشمية الفذة.
وفقنا الله وأبناءنا الطلبة وحمى أردننا العزيز الغالي من أي مكروه
مع تحياتي