أخر الأخبار
مأساتي خطيبي
مأساتي خطيبي

مرحبا

أنا فتاة لم يعد يهم كم يبلغ عمري . . . ولا مكان سكني. . . ولا مستوى تعليمي 
أكتب هذه الرسالة ودموعي تختلط بمداد حبري 
بدأت قصتي قبل عام تقريبا حين تقدم لخطبتي شابا ليس غريبا 
عن أُسرتنا فهو صديق أخي وزميله بالجامعة 
وسيما . . أنيقا . . ذكيا موسور الحال فيه كل الصفات التي تتمناها اي فتاة 
يحمل شهادة الماجستير في علم النفس والفلسفة ويعمل في تجارة الأخشاب التي اسسها والده . . 
فتعلم أصولها واستقل بتجارته الخاصة وشيد منزله الخاص وله عدة سيارات خاصةعلى الرغم أنه لم يتجاوز الثلاثين من العمر 
كل هذا لا يعتبر شيئا بالنسبة لشخصيته الجذابة ومرحه وسرعة بديهته وسعيه الدؤوب لإدخال مسحة من السرور والتفاؤل على كل من يلتقي به أو يجاذبه أطراف الحديث ناهيك عن كرمه وشعوره بالسعادة الغامرة عندما كان يتصدق على الفقراء 
أحببته بصدق . . . شعرت أن حياتي حددت بجزئين . . الجزء الأول الحزين قبل ان أعرفه والجزء الرائع بدأ في اللحظة التي رأيته فيها 
مرت سنة على خطبتنا . . كانت أجمل سنة في حياتي كلها . . تحدثنا برومانسية . . تناقشنا بجدية . . تسابقنا في المشي . . ركضنا تحت المطر تناولنا الطعام في افخم المطاعم . . 
وأكلنا ساندويشات الفلافل على قارعة الطريق . 
تخالفنا في الآراء والقناعات . . تحدثت واستمع لي لآخر كلمة . . . وتأملت بشغف عيناه عندما كان يلقي النكات أو يتحدث مسرورا للآخرين 
كنت أفقد إحساسي بالزمن عندما يكون بقربي وكان أهلي سعيدين لأجلي يتمنون التوفيق لي 
الى أن جاء اليوم الأسود 
في ذلك اليوم تناقشت معه في مسألة دينية وتطور النقاش . . ليصرح لي بأنه ملحد ولا يؤمن بأي من الشرائع السماوية ولا الأرضية حتى 
كان لهذه الحقيقة وقعها الصادم على روحي وأحسست بأن الأرض تميد تحت أقدامي 
فسألته عن صلاته وصيامه اللذان كان يمارسهما بانتظام أمام ناظريقال لي أن أحد قناعاته الفلسفية ومبادئه الراسخة هو ان يحترم مجتمعه بكل قيمه وعاداته وتقاليده وانه لا يسمح لنفسه بمخالفة طقوسهم وشعائرهم فهذا نوع من الأنانية يترفع عنه حاولت أن أقنعه بالعودة الى الدين ولكن بدون فائدة حتى أنه غضب في آخر مرة وقال لي بالحرف الواحد ' لكم دينكم ولي دين ' 
لم أبح لأحد بهذا الجلل الأليم فأنا لا أقوى على فكرة الأرتباط بشخص لادين له ولا أتحمل قسوة الإنفصال عنه 
أنا في حيرة شديدة وأبكي كل يوم فهو لا يعطيني أي بصيص أمل بأنه سيعود الى الدين القويم والشريعة الحقة
على العكس فقد أصبحت أشعُرُ بفتوراً منه تَجاهي كلما زاد إِلحاحي عليه بأن يعود الى جادة الحق والصواب 
اقترب موعد الزفاف كثيرا ولا أقوى على اتخاذ اي قرار 
ساعدوني أرجوكم . . . . . . اختكم المعذبة