أخر الأخبار
كيف تتصرف مع معاملة الوالد السيئة لك؟
كيف تتصرف مع معاملة الوالد السيئة لك؟

السلام عليكم 

الله فطر البشر على الرحمة والعطف، ومن الناحية النظرية غريزة الأبوة تجعل الوالد يشعر بأن من واجبه حماية أولاده مهما بلغ بهم السن، ولكن من الناحية العملية هناك فئة نُزعت الرحمة من قلوبهم، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الذين تُنزع الرحمة من قلوبهم «ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة»، قسوة الآباء قد تكون بسبب مجموعة من الأسباب على رأسها الدين والبيئة التي ترعرع فيها الوالد، أو التي يعيش فيها حالياً وتعتبر أن الوالد يجب أن يكون قاسياً.
ولكن الأسباب تختلف باختلاف الحالات فالابن قد يكون، وفق مفهوم والده، خيبة أمل، رغم أنه في الواقع ليس كذلك، وقد تكون خيارات الابن في حياته لم ترقِ للأب، أو قد يكون الأب مجرد شخص غاضب يعاني من عدائية دائمة.
ولكن ورغم قسوة الآباء فإن الله أمر ببر الوالدين ومعاملتهما بلطف ولا يستثنى من ذلك إلا الطاعة في المعصية، «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً»؛ فكيف تتعامل مع والدك الذي يسيء معاملتك من دون أن تخالف تعاليم الله تعالى الذي أمر بمعاملته بشكل جيد مهما فعل؟
عندما تفقد صبرك.. ١٠ ثوانٍ لتذكر ما يلي:
عندما تكون على وشك أن تفقد أعصابك وتقول كلاماً ستندم عليه لاحقاً، و قد لا تندم ولكنه بالتأكيد سيؤدي إلى قطيعة معه خذ نفساً عميقاً وتذكر ما قام به من أجلك، قد لا تتمكن من تذكر الكثير بحكم أن الاستياء الذي تشعره تجاهه يمنعك من تذكر أي صفة إيجابية، ولكنه قدم الكثير فهو عمل طوال حياته من أجل توفير لقمة العيش، والحرص على حصولك على تعليمك وغيرها الكثير وكل ذلك على حساب نفسه.
فهو لعله كان يملك أحلامه وآماله الخاصة التي تخلى عنها بشكل كلي من أجل توفير ما تحتاج إليه العائلة، تذكر بعض المواقف الجميلة التي جمعتك به، ولابد من أن هناك مواقف من هذا النوع فلا يوجد شخص غاضب وقاسٍ طوال الوقت، هذه اللحظات هي التي ستجعلك تحافظ على الهدوء وتعيد الحسابات وتمنعك من القيام بأي ردة فعل متهورة.
لا ترد بالمثل مهما فعل
عند التعامل مع والد يسيء معاملتك وفي أي موقف سلبي الرد بالمثل يعني مزيداً من السلبية ومن ثم تفجر الأوضاع؛ لذلك سلاحك هو الصبر وعدم الرد بالمثل.
في حال وجدت نفسك تصل إلى مرحلة لم تعد تشعر بأن حبك واحترامك له كوالد يمنعانك من الرد بالمثل فكر به كرجل غريب لا تعرفه، واجعل سنه يمنعك من الرد بالمثل، في الشارع وحين يقوم رجل متقدم بالسن بتصرف سيئ بحقك فأنت تتماسك نفسك، ولا تقوم بأي ردة فعل احتراماً لسنه، وهذا ما عليك فعله مع والدك.
خفض سقف توقعاتك
هل ما زلت تُمني النفس بأن تعامله معك سيتغير في حال قمت بهذا الشيء أو ذاك؟ هل ما زلت تقوم بالأمور التي يخيل إليك أنها سترضيه؟ عليك التوقف عن ذلك وخفض سقف توقعاتك، فهو لن يتغير.
توقف عن محاولة إرضائه، تذكر أنه لا يمكنك تبديل الآلية التي يتصرف بها والدك ولكن يمكنك التحكم بما تقوم أنت به؛ لذلك عندما تخفض سقف توقعاتك ستجد أن تصرفاته تجاهك لن تستفزك كثيراً كما أنها لن تشكل خيبة أمل بعد الآن.
تحدث إليه
أنت شخص ناضج ويمكنك الدخول في محادثة هادئة وعقلانية مع والدك الذي يتعامل معك بشكل سيئ، ونشدد هنا على كلمة محادثة وليس مواجهة.. المواجهة يعني أنك في مرحلة ما ستواجهه بكل تصرفاته ما سيجعلك تبدو وكأنك تهاجمه، وعليه سيصبح هو في موقع الدفاع ما يعني أنه سيهاجمك بدوره.
تحدث إليه بالمقاربة التي تجدها تصلح لنوعية شخصيته، التي تعرف أنها ستجدي نفعاً معه، الحديث إليه قد ينتهي إلى شكل جيد، وقد لا ينتهي، ولكن ما هو مؤكد أنه سيجعله يفكر بتصرفاته التي قد يتوقف عن القيام بها، وقد لا يتوقف فالأمر هنا يرتبط بحجم عناده.
ما سبب المشكلة؟
لا بد أن هناك نقطة تحول ما في حياة والديك أو في حياتكم كعائلة جعلته يتحول إلى شخص صعب، هذه النقطة قد ترتبط بك بشكل مباشر وقد لا ترتبط، ولكن بشكل عام إن كان تعامل والدك السيئ موجهًا ضدك فقط بينما الجميع يتعامل معهم بشكل جيد؛ فهذا يعني أنه بالتأكيد هناك حدث ما ألحق الضرر البالغ بعلاقتكما، حين تكتشف سبب المشكلة فالحل ممكن.
حاول التعرف إليه بشكل أفضل
كلا، أنت لا تعرفه بشكل جيد، أنت تعرفه كوالد وليس كطفل ومراهق وشاب ثم رجل، اسأله عن حياته، حاول أن تتعرف إليه في كل مرحلة من مراحل حياته حينها قد تفهم وتتفهم الأسباب التي جعلته يتعامل معك بهذه الطريقة؛ لعله لا يعرف طريقة أخرى للتعامل معك لأن والده عامله هكذا.. لعله لا يعرف كيف يعبر عن حبه لك، أو لعل هذا هو أسلوبه بالتعبير عن الحب.
هل هو محبط؟ هل يشعر بأن حياته مرت ولم يحقق فيها شيئاً؟ هو في نهاية المطاف حاله حال جميع البشر، فقد الكثير من فرحه وتفاؤله خلال مسار الحياة الطويل والمنهك.
الأمهات والآباء مجرد بشر، يملكون عيوبهم، وصراعاتهم ومخاوفهم ونمط تفكيرهم وأحكامهم التي يطلقونها، تعلم رؤية والدك الذي يتعامل معك بشكل سيئ كإنسان، وتعلم رؤية عدم نضجه العاطفي هذا كنوع من الخلل الذي حمله معه طوال حياته.