السلام عليكم
كان لي معلمة بالصف السادس، أحبها ، نعم ؟ و كان حب ، يعني لم أعترف لها بحبي بل كنت ألمح فقط كنت أشكرها و شيء من هذا القبيل ، كانت عادية معي و جيدة أنذاك، و في الأول متوسط ، درستنا لكن فقط لفصلين دراسيين و بعدها تبدلت للأسف ، المهم أنها اعترفت هيا بحبها لي قبل أن أعترف حين ضممتها أول مرة وقتها ، و قالت لي أحبك مرااااااااااا، و قالت لأمي ، أموت فيها ، سيبويه الفصل ، ما يحتاج تسألين عنها ، و غيرها هي معلمة لغة عربية ، و أحببتها لكن الأمر تطور حينما غيرت لي حياتي ، أنا بطبعي إنطوائية و هادئة و تحليلية و كثيرة التفكير و أفكاري عميقة لدرجة يصعب على الآخرين فهمي أو التواصل معي حتى ، حتى أمي نفسها ، هادئة ، إنطوائية ، عميقة ، مهما حاولت التعبير لا يستطيع أحد فهمي ، مهما تكلموا معي لم أقتنع ، باختصار ، شخصيتي صعبة ربما الأمر هو أني لم أشارك مجموعتي ذات يوم في أحد المهام اللتي كلفتنا بها ، و قالت لي اشتغلي مع مجموعتك ، فنظرت إليها و أرخيت ذراعي و لم أجب ، و بعد أن جاءت لترى ما فعلنا و أخبروها - مجموعتي_ بما فعلوا ، قاسالتهم عني ؟؟ لم أتوقع أن تعيرني أدنى اهتمام رغم حبي لها ، لأن هذا كان تصرف كل المعلمات معي ، كانوا ببساطة يتركوني ، و أتأزم ، أو يصرخون علي ، أو يجبروني ، فأخبروها أني لم أرد العمل معهم ، جاءت لي و بدأت تسألني عن السبب و أنا لا أرد و لم أنظر لها حتى ، كنت هائمة ، لم أرد ، و بدأت تختلف الأسباب و تسألني ، و لم أرد ، فقالت أنا أكلمك ، فنظرت إليها بألم نظرة خاطفة و سحبت بصري عنها ، و حاولت مرات ، و قالت لي أنا جئتك لأني شعرت بأن هناك مشكلة ، فهذه ليست المرة الأولى ، و كنت أترك و أصحح لك عندما تعملين لوحدك رغم اني طلبته في مجموعات ، كان من الممكن أن أعصب عليك أو أجبرك ، لكني شعرت بأن هناك مشكلة ، و لم أرد و أرتجفت شفتاي، و فجأة انهرت بالبكاء ، دموع بلا صوت ، فتألمت معلمتي كثيرا ، و بدلا من محاولة استجواب بدأت تقص علي قصتها حين تكيفت مع أشخاص و بيئة جديدة لم تعتدها بسبب عمل زوجها ، أخبرتني القصة من البداية للنهاية و كانت تصف نفسها وقتها و كأنها تصفني و نجحت بذالك في جذب انتباهي ، ثم بدأت بالتدريج تتركني و تقترح علي و تسألني ، و كنت أتكلم بالإشارة، و قليلا بعدها و نطقت ، لكني ما زلت أبكي بألم و كان حديثي منثورا في كلمات ، قالت لي مثلا ، من الذي تحبينه من الفصل ، فأجبتها بأن لا أحد بهز رأسي ، فأعادت صيغة السؤال بطريقة مختلفة ،تقول فيها من الذي تشعرين إذا طلبتي منه مساعدة سيساعدك ؟ ففكرت و أجبت فاقترحت علي طالبة لكني لم أوافق ، فقالت لي أرأيت انت لماذا قلتي هذه الفتاة نعم و تلك لا ؟ و بدأت تستمر تحكي و تحاول معي ، و بعدها قالت لي جربي و اخبريني بالنتيجة ، اكتشفت ما كنت أبحث عنه أخيرا ، وجدت نفسي الضائعة و حلي و فكرت بطريقة أخرى محاولة التغير ، و لكنها نجحت بعدها و بدأت أحاول أن أشرح لها شيأ و استطاعت فهمي بدقة ، و مساعدتي لكنها لم تستطع تحمل دموعي و صوتي المرتجف في الحديث فضمتني إلى صدرها و قالت لي لا تبكين توجعين قلبي ، فبكيت أكثر ! و بدأت أشهق ، حتى أعطتني منديلا أمسح به دموعي ، ظلت معي للنهاية و لم تبالي بالوقت ، و بعدها أصبحت فتاة أخرى اشتركت في العمل مع مجموعتي بإرادتي ! و كان هذا الإنجاز كافيا ! بدأت أصبح أكثر انفتاحا و اكتشفت ان لدي الكثير من مهارات التواصل ، و لم أعد قليلة الكلام ، أصبح وجودي يضفي بريقا ، و صديقاتي يتكلمن معي ، و أتكلم معهم و أضحكهم ، ارتقيت أكثر و حققت الكثير من الإنجازات بسببها ، حتى اني ذات مرة كنت أحاول كتابة أحد الأحرف بأحد الخطوط ، و لم أستطع و كتبت و أخطأت و علمتني و كررت ذات الخطأ آلاف المرات و هي تعيد و تعيد حتى أمسكت بيدي و جعلتني أكتب ، و الآن ذلك الحرف هو أجمل ما تخط يدي ، قالت لي ، حبيبتي انت طالبة مميزة و شطورة و مجتهدة ، و عندما كتبت إليها و أهديتها سوارا من صنعي قالت شكرا على رقة و لطف مشاعرك و على الهدية الأكثر من رائعة ، و كانت تقول بأني عسل و مجتهدة ، و قالت لي أيضا شكرا على ابتسامتك اللطيفة في كل حصة طاقة إيجابية الله يحفظك ، و غيرها الكثير و كانت حتى تسأل عني أحيانا و إذا ما تصافينا تسلم علي و تقول لي أهلا كيف حالك ، أو بالعامية شخبارك ، و الابتسامة دائما تعلو وجهينا عندما نرى بعضنا ، في أي مكان بالمدرسة ، رغم أنها لا تدرسني هذا الفصل ، إلا أني على تواصل معها سواء بالرسائل أو بالكلام في المدرسة و لم يتأثر مستواي الدراسي بعد بعدها أبدا بل حافظت علية لأنها دائما تريدني أن أكون هكذا ، و كانت تقول بأنها فخرة بي ، و أنها عندما سمعت خير فوزي في إحدى المسابقات ، فرحت كثيرا و كأنه إنجاز لها ، هكذا قالت لي ، تفهمني دون أتكلم، أحب أن أراها كثير و لا أحتمل غيابها ، و أنتظر ردها بفارغ الصبر رغم إني لا أثقل كامله بالرسائل و الكلام و لكن كلامي كلام حب ، و امتنان ، و وصف ، في الرسائل ، أصبحت في الآونه الأخيرة تتفاعل بالقلوب فقط و لا تكتب ، رغم أنها بالمدرسة شيء أخر و قالت لي ذات مرة أنا جد تعبانه بس لمن أسمع كلامك أطير، و أنا لا أحب ذلك منها ، لا ترد الا اذا سألتها سؤالا أو استفسرت أو ارسلت صورة ، فقط و أنا لا أحب ذلك التجاهل منها و هو يضايقني كثيرا ، لكني سرعان ما أنساه حين أكلمها بالمدرسة ، كتبت ذات مرة لها معلمتي و أمي ، هل هذا خطأ مثلا أن أكتب لها أمي ؟؟ لأنها مثل أمي فهي أحاطتني بالحنان و الفهم و الود و صبرت ، هل أضايقها بما أفعل ؟ أنا ارسل لها الرسائل كل يومين أو ثلاثة ، و بعض الأحيان أكثر ، أسبوع مثلا ، و لا أكلمها كل يوم و لكن نرى بعضنا و نبتسم لكني دائما أنحرق شوقا للقياها ، و ألفت شعرا عنها ، و اقتباسات ، و عرفت الخب الحقيقي منها، أحبها كأمي ، و الجميع يقول انها تعاملني كابنتها ، و أمي غاضبة مني لأني كتبت لها أمي مرة واحدة ؟؟!! و أنا لا أخبر الجميع سوى بشكل عام و لا أخبر أحد بتفاصيل اللقاء إلا فيما ندر و لا حتى أمي ، لكن لا أعلم ، أحيانا ترى و لا ترد ، أحينا فقط تفاعل بالقلب ، شيء مزعج ، رغم أن ما كتبته أردت تنعلق عليه ، و أفكر بها كثيرا أيضا ، الجميع يعتبره حبا كبيرا، و يقولون لماذا ناشبة عليها ؟ كل هذا عشانها ؟؟ خائفة أن أكون أخطأت مثلا في علاقتي معها ، لكنها و بعد أن تغيرت ، قالت لي إذا في شي عندك صعب أو حابة ترجعين فيه موجودة بأي وقت يا فطوم الحلوة ، و أخبرتني ألا أبكي و لا شيء لأن التغييرات ليست دائما ثابته ، أيها آخر الدوام و تسعد بذلك هي ، لا أشعر أنها متضايقة من جيتي في هذا الوقت أبدا بل بالعكس هي تحب أن تتكلم مع أحد في هذا الوقت، أنا أعرفها جيدا ، لكني قد اتأخر بسبب ذلك خمس دقائق على والدي مما يعرفني للتأنيب أو حتى العقاب ، رغم أنها لم تكن سوى خمس دقائق ، لا أملك غيره حتى أحدثها فيه ، فهي لم تعد تدرسنا ، ماذا أفعل ، في أي وقت مثلا تريدون أن أحادثها ، أمام العالم بالفسحة ؟؟؟!!!!!!!! كتبت ذات مرة رقتها ترقرق الدمع في عيني و بها رقي فاضت منه المآقي و عجز عن وصفه لساني ، هي سيل دفاق معطاء ، أراها فإذا هي تأتلق و تتألق و ها أنا ذا قلبي يخفق ، هل أخطأت ؟؟ و كتبت ذات مرة أيضا ، و كما هناك قمر في السماء هناك قمر على الأرض ، والله إنها جميلة و رائعة ، ما عرفتموها ، هل مت خطأ ارتكبته معها ؟ هل كلامي مبالغ فيه ؟ أم انه عادي ، أنا لا أعرف حقا ، هو أكبر من أن يكون حبا